الشفة الأرنبية للأطفال هي تشوهات خلقية تتشكل أثناء نمو الجنين في الرحم وتكون عبارة عن فتحات في الشفة العلوية للطفل أو سقف الفم، ويحدث انشقاق الشفة وسقف الحلق عند عدم اتحاد أنسجة الشفة العليا وسقف الفم معًا بشكل صحيح أثناء نمو الجنين، فيما يلي سنتعرف بالتفصيل مع الدكتورة تغريد الحمصي على أسباب وتأثير الشفة الأرنبية لحديثي الولادة والأطفال وما هي طرق علاج الشفة الأرنبية، وما هو العمر المناسب لعملية الشفة الأرنبية.

ما هي الشفة الأرنبية؟

تتشكل الشفاه في رحم الأم  بين الأسبوع الرابع والسابع من الحمل، حيث تتحد الأنسجة من كل جانب في منتصف الوجه لتكوين الشفاه والفم.

قد لا تلتصق الأنسجة، نتيجة لذلك، تتشكل فجوة بين جانبي الشفة العليا، وقد  يمتد الشق من فجوة صغيرة إلى فجوة كبيرة تصل إلى الأنف، وسقف الفم.

 

الشفة الأرنبية لحديثي الولادة وتأثيرها

تسبب الشفة الأرنبية للأطفال حديثي الولادة الكثير من المشاكل، قد تسبب صعوبات في الأكل سواء من الثدي أو من الزجاجة.

قد تسبب صعوبة في التحدث، وغالبًا ما يلازم الشفة الأرنبية للأطفال تجمع  سائل خلف طبلة الأذن يمكن أن يؤثر على السمع. 

كما يعاني بعض الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية من مشاكل في أسنانهم.

 

ما هي أسباب الشفة الأرنبية؟

تشمل العوامل التي تساهم في حدوث الشفة الأرنبية للأطفال ما يلي:

• نقص حمض الفوليك.
• السمنة المفرطة.
• التدخين أثناء الحمل.
• تناول بعض الأدوية مثل أدوية علاج حب الشباب أو الميثوتريكسات، وهو دواء شائع لعلاج السرطان والتهاب المفاصل والصدفية.
• قد تحدث الحالة أيضًا بسبب التعرض للفيروسات أو المواد الكيميائية أثناء نمو الجنين في الرحم.

 

أنواع الشفة الأرنبية

تنقسم الشفة الأرنبية إلى ثلاثة أنواع وتشمل:

1. الشفة الأرنبية الجزئية: وهي أبسط أنواع الشفة الأرنبية وتتأثر فيها الشفة العلوية فقط، ولا تؤثر على الأجزاء الداخلية من الفم.
2. الشفة الأرنبية الكاملة: تتأثر الشفة العلوية وسقف الفم من الداخل في هذا النوع.
3. الشفة الأرنبية المزدوجة على الجانبين: وهي أصعب الأنواع حيث يوجد شق على جانبي الشفة.

وتختلف حدة كل نوع وتأثيره على الطفل فالشفة الأرنبية الجزئية هي الأقل تأثيراً، أما الشفة الأرنبية المزدوجة فهي الأكثر خطورة

 

كيفية تشخيص الشفة الأرنبية 

يمكن للموجات فوق الصوتية تشخيص معظم انشقاقات الشفة أثناء المتابعة في الحمل لأن الشقوق تسبب تغيرات في شكل وجه الجنين. 

إذا لم يكتشف الطبيب الشفة الأرنبية بالموجات فوق الصوتية قبل الولادة، يمكن تشخيص الشفة المشقوقة أو سقف الحلق المشقوق بالفحص البدني للفم والأنف وسقف الحلق بعد الولادة.

 

علاج الشفة الأرنبية 

قد تحتاج بعض حالات الشفة الأرنبية لحديثي الولادة والأطفال إلى فريق طبي، نظراً لتعدد المشاكل الطبية المرتبطة بالشفة الأرنبية، يبدأ علاج الشفة الأرنبية في سن الرضاعة، ويستمر في بعض الأحيان حتى مرحلة البلوغ.

قد يشكل أعضاء الفريق الطبي: جراح التجميل لإجراء العمليات الجراحية اللازمة في علاج الشفة الأرنبية، وأخصائي تقويم الأسنان، وأخصائيي تغذية، وأخصائي أنف وأذن وحنجرة، وأخصائي السمعيات لفحص ومراقبة السمع.

 

إصلاح الشفة الأرنبية 

قد يتطلب إصلاح الشفة الأرنبية أكثر من عملية جراحية، تجرى جراحة الشفة الأرنبية في المستشفى وتحت تأثير التخدير الكلي.

يخضع الطفل للتخدير الكلي فلا يرى أو يشعر بأي ألم أثناء الجراحة، ثم يُجري الطبيب شقين على جانبي الجزء المُصاب ويستخدم طيات الأنسجة بعد خياطتها معًا متبوعة بعضلات الشفة أو الحلق في إغلاق شق الشفة أو الحلق.

تجرى الجراحة الأولى عندما يكون عمر الطفل بين 3 و 6 أشهر؛  لغلق شفة الرضيع، وعادةً ما تُجرى الجراحة الثانية، إذا لزم الأمر، عندما يبلغ الطفل 6 أشهر من العمر.

تجرى معظم عمليات علاج الشفة الأرنبية للأطفال في غضون 12 شهرًا من حياة الرضيع، وهذا هو العمر المناسب لعملية الشفة الأرنبية.

يحتاج بعض الأطفال إلى عمليات جراحية إضافية لإجراء عمليات تجميلية أو لإصلاح مشاكل التنفس أو السمع أو الكلام.

 

علاج الشفة الأرنبية غير الجراحي

يحتاج الأطفال إلى بعض العلاجات الأخرى بالإضافة إلى عمليات إصلاح الشفة الأرنبية وهي إجراءات لعلاج النطق وعلاج تقويم الأسنان.

 

كيفية الوقاية من الشفة الأرنبية

لا يمكن منع ولادة طفل مصاب بتشوهات خلقية مثل الشفة الأرنبية أو سقف الحلق المشقوق.

ومع ذلك، يمكن القيام ببعض الأمور مثل تجنب التدخين وتجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب.

 

وأخيراً، قد تشعر بالقلق عندما تكتشف أن طفلك يعاني من الشفة الأرنبية، ولكن لا داعي للقلق في معظم الحالات، يكون الطفل بصحة جيدة، وتساعد الجراحة في علاج الشفة الأرنبية وتحقق نسب نجاح مرتفعة، وقد يشمل العلاج أيضًا تقويم الأسنان وعلاج النطق.